• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

كذا ميزة



كذا ميزة
كلنا سمعنا النكتة اللي بتقول كان مرة في واحد عادى ذاكر مذاكرة عادية فجاب مجموع عادي ودخل كلية عادية وبعد كدة اتخرج بتقدير عادي واشتغل شغلانة عادية وبعدين اتجوز بنت عادي وخلف عيال عادي ورباهم تربية عادية وعاش عيشة عادية وبعدين مات موتة عادية وكتبوا على شاهد قبره هنا يرقد الشخص عادي .
وقبل ما تتضحك تعالى فكر معايا شوية كل اللى اتقال ده عشان يكرهك في الشخص العادي هي في الحقيقة تزيد من رصيده , فالشخص العادي له كذا ميزة وهو أنسب شخص يعيش فى هذا العصر وخاصة فى الحبيبة مصر إزاى؟ أقولك ..
الشخص العادي ذاكر مذاكرة عادية يعني مش دحيح يعني ماحلش كل النماذج وكل تمارين كتاب الوزارة وكل الامتحانات المعدلة من سنة 1995 وبعدين فرقت معاه 0.1% عشان يدخل الكلية اللي كان عايزها فالشخص العادي مش حيعيش قهر على الأقل 4 سنين في دراسة مش عايزها .
ثانيا هو اتخرج بتقدير عادي من كلية عادية ومع ذلك لقى شغل مش معاه ماجيستير من إحدى كليات القمة وقاعد يبيع شباشب على الأرصفة
ثالثًا الشخص العادي بعون الله اتجوز واحدة عادية فضل ونعمة لأن الغير عادي متجوزش أصلاً .
رابعاً ربنا أكرمه بأولاد رباهم عادي أمال يعنى حيربيهم سوبر .
خامساً الشخص العادي مات موتة عادية وهي النهاية الحتمية لكل بني آدم وبالنسبة لشاهد القبر فهو مش حيشوفه لما يتدفن.
مين مش عايز يعيش عيشة عادية وبسيطة كنت أتمنى أن أحيا هذه الحياة ولكن كون إنك مش عادي هو قرار اتجاه واحد والقليل اللي بيرجع عن اتخاذ هذا القرار بيكون ماشى عكس الاتجاه مش بالنسبة للناس بالنسبة لنفسه .
طبعاً داخل حياة الإنسان العادى تفاصيل غاية في الروعة لن نستطيع ذكرها في تلخيص حياته زي مثلاً إنه إنسان ضميره مرتاح بينام وبيشخر يعنى مثلاً مش بيسأل نفسه لما زوغ من الشغل النهاردة وعطل عباد الله المرتب اللى بياخده ده حرام ولا حلال وكذلك يؤكد إنه بياخد إكرامية صغيرة (مش رشوة) شوف غيره بياخد كام؟
وكذلك الطالب اللي بيتفنن في أساليب الغش في الامتحان في كل مراحل التعليم وهو حافظ الحديث الشريف "من غشنا فليس منا"
والشخص العادي عنده يقين إن ربنا بيحبه وحيدخله الفردوس الأعلى فهو يعطي الفقير 2 كيلو لحمة في العيد بمنتهى الحنية بعد ما غلى عليه كل حاجة في تجارته , و هو ذلك الشاب الذى يقوم ليلة 27 رمضان وبعدها بثلاثة أيام يخرج ليشاهد فيلم شارع الهرم .
الشخص العادى غير مهموم بالشأن العام ولا تشغله هموم المرحلة الانتقالية وهو لا يدخل فى نقاشات حادة حول شطحات اللبراليين أو اختلاف تصريحات الإخوان أو تأخر السلفيين , فالشخص العادي عينه على من فى يده السلطة يأخذ منه الرأي اللى المفروض يقوله وهو زي اللى بيقول (اللي يتجوز أمى أقوله يا عمى)
الشخص العادي شخص ظريف جدًا حتلاقيه يحكيلك وهو حيموت من الضحك على الست العجوزة اللى مكنتش عارفة تعمل إيه فى الاستفتاء واختارت الخانة الخضرا عشان تبقى السنة خضرا فتسأله انت قلت إيه في الأستفتاء يقولك أنا مروحتش أصلاً.
تمنيت ان أكون شخص عادى كثيرا كى لا أتشائم مما يحدث حولي , كي أستطيع أن أصدق أن السنوات التي قضيتها من عمري الفائت كانت لكي أصبح شخصاً متعلماً تعليماً حقيقياً وأنها لم تضع هباء, كي أستطيع الضحك على الأفلام الكوميدية التى إن وصف أغلبها في منتهى السخافة كي أتذوق غناءاً ليس له من الفن نصيب .
ما أبسط حياة الشخص العادي!!!
 فاطمة البرجي