• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الأربعاء، 20 يوليو 2011

الأحلام !!


الأحلام !!

ما هي الأحلام ؟
وما هو اللغز الذي يختبئ وراءها لنتحدث عنها في هذه الموسوعة ؟
قد يعرف البعض الأحلام على أنها سلسلة من الصور والانفعالات التي تتمثل للإنسان أثناء نومه . إلا أنه لم يعرف حتى الآن السبب الرئيسي لتكون الأحلام .. بل وتحققها في بعض الأحيان على أرض الواقع ..
واهتمام الإنسان بالأحلام بدأ منذ زمن بعيد .. إلا أن الدراسات العلمية في هذا الشأن لم تبدأ إلا في الربع الأول من القرن العشرين حيث قام العالم النفسي الأشهر(سيجموند فرويد) بإصدار كتابه الشهير "تفسير الأحلام" .. حيث ذكر أن الأحلام ما هي إلا تنفيس لرغبات الإنسان المكبوتة . واعتقد بعض العلماء أنها موروثات جينية متراكمة .. فالشخص الذي يحلم بمشهد ما .. قد يكون أحد أجداده قد عايشه أو شاهده !!
أما من ناحية تفسير الأحلام وتأويلها .. فقد اشتهر العالم العربي "ابن سيرين" بقدرته المتميزة في ذلك .
فمثلاً في يوم يذكر أنه قد جاءته امرأة وهو يأكل مع أخته .. فطلبت منه أن يفسر رؤيا شاهدته فيها .. وعندما أخبرته بالرؤيا لفظ ابن سيرين الطعام وتغير لونه .. فسألته شقيقته : ماذا أصابك ؟؟
فقال بهلع شديد : لقد زعمت هذه المرأة أنني سأكون ميتاً بعد سبعة أيام !!
وبالفعل توفي ابن سيرين بعدها ببضعة أيام .. ودفن في اليوم السابع .. ليكون آخر دليل على عبقرية ونبوغ "ابن سيرين" !!
***
وهناك العديد من الحوادث المماثلة التي وقعت في جميع أنحاء العالم .. وبعضها لم يكن مجرد حلم غامض يحتاج لعالم من طراز "ابن سيرين" ليفسره ..  بل رؤيا واضحة بكل التفاصيل .. والأشخاص بل والأماكن في أحيان أخرى !!
ففي شنغهاي عام 1946 م . حلم (داوننج) ضابط البحرية الملكية البريطانية بزميله (كوادر) العامل بسلاح الطيران يستقل طائرته من طراز داكوتا .. ويحلق بها عبر الأفق ..  ثم تهاجمه عاصفة ثلجية ضخمة تفقده السيطرة على الطائرة ..لترتطم بعدها بصخرة كبيرة ويتناثر حطامها على الأرض ..
وعندما استيقظ (داوننج) ذهب على الفور إلى صديقه كوادر ليخبره بحلمه المزعج .. فأصيبا معاً بالذهول !!
ففي اليوم التالي كان على (كوادر) بالفعل أن يقود طائرة من طراز داكوتا .. ولكنه ما لبث أن تنفس الصعداء .. حين علم أن داوننج قد حلم به وهو يستقل الطائرة مع مجموعة مكونة من ثلاث مدنيين واثنين من العسكريين .. في حين كان مقرراً أن يرافقه في الرحلة اثنان من العسكريين فقط .. !!
وعزا الأمر ـ رغم غرابته ـ إلى الصدفة البحتة !!
ولكن في اليوم التالي كانت في انتظاره مفاجأة مدهشة !!
***
قبل ركوب (كوادر) الطائرة بدقائق .. تقرر فجأة أن يذهب معه ثلاثة من الدبلوماسيين أيضاً .. وهم مدنيون بطبيعة الحال !!
حينها هوى قلبه بين قدميه .. وهو يرى بعينيه الجزء الأول من حلم صديقه يتحقق بهذا الوضوح !!
ولكنه سرعان ما نسي الأمر ..  حين رأى الجو صحواً ومثالياً للغاية للطيران ..
ولكن لم تمض إلا ساعات قليلة .. حتى انقلب الجو بغتة .. وراحت سرعة الرياح تزداد تدريجياً .. ثم تحولت الرياح إلى عاصفة ثلجية قوية .. وبعدها بفترة بسيطة ارتطمت الطائرة بجبل صخري ضخم لتهوي من حالق إلى الأرض .. ورغم هذا الحادث المأساوي إلا أن أياً من الركاب لم يصب بأذى يذكر .. إلا (كوادر) .. الذي حظي بتجربة مذهلة .. لن ينساها أبداً!!
***
كما أن هناك حادثة طريفة أخرى . ففي عام 1883 م .. بعد يوم حافل بالعمل شعر الصحفي (ادوارد سامسون) بالنعاس فقرر أن يغفو قليلاً في الجريدة واستيقظ في الثالثة فجراً إثر كابوس مزعج رأى فيه حشداً كبيراً من الناس يحاولون الهرب من بركان ثائر .. ومجموعة من السفن المحطمة ..
وفوق كل هذا تحولت الشمس إلى اللون الأزرق !! 
 كابوس رهيب حقاً ..  تأثر الصحفي بتفاصيله حتى أنه كتبه على ورقة حتى لا ينساه فيما بعد .. وترك الورقة على مكتبه و يعود إلى منزله ..
وفي ظهر اليوم نفسه .. عثر محرر الجريدة على ورقة سامسون ..  واعتقد أن قصة البركان حقيقية ..  فأعاد صياغتها ونشرها في الجريدة !
وفوجئ سامسون بحلمه منشوراً على صفحات الجريدة !!
فاعتذر بشدة وأكد لرئيس التحرير أن ما كتبه على الورقة كان مجرد حلم .. ولكن بعد يومين فحسب من نشر الخبر . تفجرت دهشته هو ورئيس التحرير .. وآلاف القراء .. حين وردت الأخبار من جزيرة "كاراكاتوا" عن ثورة بركان هائل هناك ..  تسبب بموت ما يزيد عن 36 ألف شخص , وغرق عشرات السفن , بل ـ وللمفاجأة ـ بدت الشمس شديدة الزرقة بسبب الأبخرة والغازات والرماد البركاني المتناثر !!
وتضاعفت دهشة الجميع .. حين عرفوا القصة الحقيقية وراء نشر ذلك الخبر الغريب قبل الكارثة بيومين فحسب !!
وآمن الجميع أن ما رآه (سامسون) لم يكن مجرد كابوس .. بل كان رؤيا !!
***
ظهرت بعدها طبعاً عدة نظريات لتفسير تلك الأحداث .. ولكن لم يؤخذ منها على محمل الجد سوى نظريتين .. الأولى أطلقها العلماء .. الذين افترضوا أن الأحلام قد تكون في بعض الأحيان رسائل عقلية غامضة تأتي من المستقبل بصورة أو بأخرى , إلا أن النظرية الثانية التي تبناها الروحانيون عارضت بشدة .. فهم يعتقدون أن الروح ترتقي عند النوم بطريقة لا تصل إليها عند اليقظة .. لذا فإنها تستطيع الاتصال بالعالم الآخر .. ومعرفة الحوادث المستقبلية .. بل ولقاء الموتى !!
لكننا لا نملك إلا أن نؤمن أنها قدرة الله ـ سبحانه وتعالى ـ التي يستعصي فهمها على البشر .. إلا من رحم ربي !!
بقي أن نذكر أن عدداً لا بأس به من الاختراعات والمعضلات العلمية .. حلت أثناء نوم العلماء وعن طريق الأحلام فقط !!
ولكن هذا حتماً موضوع آخر ..

إعداد : باهر بركة ـ حسام صادق