• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الخميس، 14 يوليو 2011

كهف الحرية !!

كهف الحرية !! 
هناك أسطورة ألمانية تتصور وجود كهف يسمى (كهف العبقرية) له باب ضيق .. وعند هذا الباب لابد و أن يترك الإنسان جزءًا من جسمه أو عقله أو قلبه .. ذراعه اليمنى ، عينه أو أذنه أو أنفه .. أو صحته أو نومه .. أو سعادته .. أو نصف عمره أو أكثر من النصف .. هذا هو الشرط ، هذا هو الثمن الذي يدفعه العبقرى !!! .. والأمثلة هنا كثيرة ..
فـ(طه حسين) والإمام (الترمذى) و(لويس برايل) كانوا أعمياء ، (بيتهوفن) و(الرافعي) أصماء ، و(ستيفن هاوكنغ) عالم الرياضيات الشهير كان قعيداً ، أما هيلين كيلير فهى صماء بكماء عمياء ، كما قيل فى نيوتن أنه توحدى .
لا إراديًا دفعتنى الاحداث لتصور مشابه لأسطورة مصرية أسميتها (كهف الحرية) وهو كهف له نفس الباب الضيق وعنده يتوجب على المرء نفس التضحيات ، شىء من جسمه أو عقله أو قلبه .. أو .. جميعهم ، وهذا هو الفرق ، أن أمام كهف الحرية يهون حتى العمر ..
فإذا كان الساعون للعبقرية قد (اختاروا العذاب) كما وصفهم الأديب (أنيس منصور) فإن المتطلعين للحرية قد (اختاروا الموت) غير أن العباقرة ضمنوا لأنفسهم جزءًا من (الكعكة) متمثلاً في الشهرة التى اكتسبوها والتاريخ الذى خلدهم .. أما الباحثون عن الحرية فقد تفانوا في صنع الكعكة ليستمتع بها غيرهم وخطوا بدمائهم فيصلاً يتحول عنده مصير اوطانهم ..
العبقرية ضمنت لأصحابها على الأقل حياة كريمة وموتاً مخلداً بينما فى مجتمعنا العريق ينتهى الباحث عن الحرية محشوراً في عنق أى زجاجة حاول الخروج منها ..
ويبدو أنه حتى في الأساطير ألمانيا تنتصر !! .. فقد أوفى كهف العبقرية بوعده فأعطى مقابل ما أخذ ، بينما خذل داخليه بشدة كهف الحرية المصرى و لم يجن الوطن ما أراده أولئك الذين ضحوا بحياتهم فلا وؤد الفساد ولا بُتر الظلم ولا اُستَرد الحق ولا حوكم الظالمون .. فقط أقيمت المليونيات و فقدت مصر من شبابها ما فقدت فتيتم أطفال وتشردت عائلات وتشوهت حيوات بينما نسائم الحرية تشم عن بعد و ليس لنا فى امتلاكها حيلة فقد وهبنا الكهف أعماراً و حلت علينا فقط لعنته .. وليس للحديث بقية !!!