• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

للأسف إنها (حمراء)..!!


للأسف إنها (حمراء)..!!
بعد الصحوة من المنام , و أخذ الدش في الحمام , وتناول الإفطار في سلام , والخروج بدون كلام .. انطلقت نحو العمل , وكلي أمل , في يوم جديد , و وقت سعيد , و حدث مجيد ، ينسيني الهموم , وكتمة الهدوم , ومتاعب الحياه , وفاتورة المياه ..
مشيت في شوارع ناعسة ,عليها بيوت بائسة , والناس تجئ وتروح , ورائحة النوم تفوح , من كل مافيه روح ..
اتجهت نحو محطة السيرفيس لانتظار مصغر الأوتوبيس , أو كما يسميه الناس ..(الميكروباص) ..
لم يذهلني الزحام , فهو طقس الأيام , وبصمة الأعوام , على حياتنا العشوائية , وشعوبنا البدائية , التي تعاني بشدة من الزيادة السكانية , والكثافة العددية , التي فاقت أعداد الصراصير تحت النملية ..
مر وقت طويل , دون إشارة أودليل , على إقتراب الخلاص ,المتمثل في ميكروباص , أوحتى عجل مثبت في (بلاص) ..
لم أجد مفر أو مهرب , وغير (التاكسي) لم أركب , بعد معاناة وعذاب , وافق سائق شاب , ذو وجه ودود , على توصيلي للمكان المقصود , فركبت حامداً , وانطلق السائق واعداً ..
وأكثر ماسبب الإزعاج , وخلف في أعصابي انبعاج , الصوت الملتاع , القادم من المذياع .. صوت انسان الغاب, المميز للمطرب (سيد شلئاب),الذي يشكو في أغانيه من الشتم والسباب , وأيام العذاب , وعض الكلاب , وغدر الزمان , وإهدار حقوق الإنسان , وأيامه التي صارت بلون الباذنجان ..
قلب المواجع عن طريق المسامع , وكدت أبكي بحرارة عندما رأيت الإشارة..
كانت (حمراء) سخيفة , جلبت أفكاراً مخيفة , من أول الخصومات والرفد , وحتى بيع (الليفة) ..
لمح السائق ذعري , وربت على شعري , وقال "احنا اخوات .. وحوصلك لوآخر يوم في عمري .."
ثم داس البنزين , وانطلق كالمجانين , ولم أشعر بشيء إلى أن رأيت المطاردين ..
انطلق يزيد السرعات , وراءه رجال الشرطة في سيارات , وفي الهواء كان يدوي صوت الطلقات ..
رجوته كثيراً أن يبطئ قليلاً , ولكن هيهات .. وبعد طول مطاردات , ألقي القبض علينا في أحد الحارات .. وبعد أول صفعة للسائق تبين لي كم نحن جدعان , وشعب غلبان وطيب كمان , مولع بالاعترافات , وتأليف الحوارات , وعدم التصويت في الانتخابات ..
وبعدأيام , ثبت لهم بعدي عن الإجرام , كبعد المغرب عن بلادالشام , وسجن السائق للقيادة تحت تأثير البرشام ..
حمدت الله بعد هذا الابتلاء , وحلفت للميكروباص يمين الولاء , وصار جلدي يقشعر لمرآى الأشياء( الحمراء).. 
 باهر بركة

دوس هنا وسيب تعليقك !!