حيوا أبو الفصاد !!
هل حقاً مر عام كامل بهذه السرعة ؟؟
مازلت أذكر مساء 30/6 من العام الماضي .. كان المفروض أن يصدر العدد الأول في اليوم التالي .. لكني كنت جالساً مع باهر وأحمد نبيل على القهوة و لم نقم بأي عمل أو تجهيز للعدد ..ولم نكن نعرف أساساً ما سينشر فيه من مقالات وقصص!
ثم عدت إلى بيتي قبل منتصف الليل بقليل .. لأجد رسالة من (إيمان الشيخ) بأنها قد أنهت أغلب العمل بالعدد .. و ظل العمل قائماً عليه حتى انتهى في السادسة صباحاً ... وصدر العدد الأول في موعده !!
و لكن دعنا مما سبق .. فالذكريات كالبضاعة المستعملة .. لا قيمة لها إلا في خزانة صاحبها ..!! لذا دعنا نتحدث عن فريق المجلة ..
أثناء جمع الفريق .. كان همنا الأول هو بناء فريق من المحاربين .. لذا رأيت أن أفضل ما أفعله في هذا المقال .. هو أن أكتب سطوراً عن كل واحد منهم .. وسأبدأ حسب الترتيب الأبجدي :
1 – أحمد سلامة :
عرفت أحمد سلامة في نهايات عام 2008 .. باعتباره قريباً لباهر ..
عادة لا أحب التعامل مع من يكبرونني سناً .. حيث لا تزيد الحوارات عن (عامل إيه في المذاكرة ؟) .. مع نبرة استعلاء كأنه يحدث طفلاًُ صغيراً !!
لكن تعامل سلامة أسعدني وأدهشني كثيراً .. فهو لم يلتفت أبداً لفرق السن بيننا (عام واحد) .. وتحدث معي ببساطة جذابة .. حتى حين يسألنا عن الدراسة ومتاعبها .. وكان طبيعياً أن تتطور صداقتنا .. حتى أصدرنا المجلة .. التي بذل في سبيلها مجهوداً رهيباً قبل حتى أن يكتب فيها بأسلوبه الرفيع .. وكان أهم العاملين من وراء الستار .. أما الآن .. فهو أحد أعمدة المجلة الرئيسية .. ولا يمكنني تخيل المجلة بدونه !!
2- أحمد نبيل :
أقدم أصدقائي على الإطلاق .. عرفته عام 2001 .. بعد سقوط البرجين مباشرة .. !!
لكن بعد توطد صداقتنا .. لفتت نظري قدرته على التحليل المنظم .. حتى ونحن جالسون على القهوة .. كنت أسمع منه تحليلاً سياسياً لحدث ما يفوق ما أسمعه من بعض المدعين بالتلفزيون ..
لم يكن يفكر أبداً في كتابة آراءه في مقالات .. لكننا نجحنا في إقناعه .. وبدأ يتحفنا بمقالاته الرائعة ... وتطور أسلوبه بشدة منذ كتب أول مرة ... ربما بسبب نهمه للقراءة الذي يفتقده الكثيرون .. أو قدرته على جمع المعلومات بخبرة وصبر ..
لا أعرف بالضبط .. لكن يكفيني أننا ربحنا بين صفوفنا كاتباً جيداً جداً.. ربما يتذكر بدايته معنا بعد عشرين عاماً من الآن .. وهو يجلس على مكتب رئيس التحرير في إحدى إحدى الصحف الكبرى !!
3 – أسماء حسن :
منذ بداية إصدار المجلة .. أرسل إلي العديدون يطلبون المشاركة بالكتابة فيها .. لكن معظمهم كان ينسانا أو "يكسل" أو يتجاهلنا حين نطلب منه أن يرسل إلينا أحد أعماله لنراها أولاً ..
لكن حين راسلتنا (أسماء حسن) .. رأيت العناد والإصرار يتقافزان بين كلماتها أكثر من رجال بشنبات !!
وقلت بيني وبين نفسي .. هي دي !!!!
ولكني قررت أن أنفخ بالون الاختبار أولاً .. وطلبت منها أن ترسل إلينا بعض أعمالها .. وفوجئت ـ ربما للمرة الأولى ـ أنها استجابت و أرسلت إلينا عدداً من مقالاتها !!
و وجدنا أسلوبها رائعاً متماسكاً .. وحتماً سيضيف الكثير للمجلة .. لذا لم نتردد لحظة في ضمها إلى الفريق . ولم نندم !!
4- باهر بركة :
حقاً لا أستطيع أن أختصر الكلام عنه في عدة أسطر .. لكني سأحاول !!
عرفته عام 2005 .. وجمعتنا كلية واحدة .. بعدما فرق مكتب التنسيق بيني وبين جميع أصدقائي تقريباً !!
أجزم أن المجلة لم تكن لتظهر دون مجهوداته وأفكاره .. فقد كانت بداية الفريق هي أنا وهو فقط .. خاصة بعد أن تركنا (حسام حسن) مطلق شرارة المجلة بسبب غرقه حتى أذنيه في مشاكل عديدة ..
قد نختلف في أمور كثيرة .. لكنه يظل دوماً ـ مهما حدث في قادم الأيام ـ أحد أفضل الأصدقاء الذين قابلتهم في حياتي !!
و(باهر) جوكر حقيقي .. يكتب القصة والمقال والشعر .. ويرسم الكاريكاتير .. ويشارك في إدارة المجلة .. ويقوم بكل شيء بكفاءة "ما شاء الله" .. وهو سريع التعلم والتطور .. كما أننا حين نجلس معاً ..تخرج منا أفكار بالغة القوة ربما لا تتبادر إلى ذهن أي منا بمفرده !!
وحتماً التعاون مع (باهر) يسعدني جداً في أي مجال !!
5- معتز عبد القادر :
معتز أحد أصدقاء أحمد سلامة .. حين تعرفته للمرة الأولى لفت انتباهي برزانته وهدوءه ..
ربما لم أعرفه لمدة طويلة .. لكنه كان ودوداً إلى حد قفز بصداقتنا خطوات واسعة .. لتتطور بسرعة !!
ثم فوجئت حين أرسل إلي مقالاته الرياضية .. خاصة مقال (أفلام الأهلي) .. الذي أثبت وجود روح ساخرة وثابة ..
تختبئ خلف هذا المظهر الوقور الهادئ ..
وتزامن هذا مع اقتراح بعض الأصدقاء إضافة باب رياضي إلى المجلة .. لذا لم نتردد في ضمه إلينا ..
ربما لم يكتب معنا بشكل كاف بعد .. لكني أعدكم بالاستمتاع بمقالاته الرائعة رشيقة الأسلوب ..
هناك آخرون حتماً ينبغي أن أذكرهم .. مثل إيمان الشيخ .. التي ـ وإن كانت لم تستمر طويلاً معنا ـ بذلت مجهوداً عظيماً في صدور المجلة .. خاصة الأعمال المرهقة التي سبقت الصدور الرسمي بعدة أشهر ..
و(رافي) الذي أفادنا كثيراً باقتراحاته وأفكاره المثيرة .. التي يستمدها من ثقافته ومطالعته الواسعة .. ومتابعته لكل ما حوله بكفاءة غير عادية ..
هناك آخرون كانت لهم أدوار معنا .. لكنهم للأسف طلبوا مني ألا تأتي سيرتهم في أي مقال لي .. لذا فأنا أحترم رغبتهم !!
الخلاصة أن مكاسبي من هذه المجلة عديدة .. لكن أهمها هو تعاوني وتوطد صداقتي مع هذه المجموعة الرائعة .. وأتمنى أن يستمر تعاوننا طويلاً .. وتابعونا .. فصدقوني ..
هؤلاء الموهوبون يستحقون متابعتكم !!
*************************************************************************
(فقرة إضافية لا علاقة لها بما سبق)
هنا ينتهي المقال الاحتفالي الذي أعد له منذ شهر تقريباً ..
لكن الآن أريد أن أضيف نوعاً من "الفضفضة" ..
منذ 4 سنوات قررت أن أحاول الكتابة في السياسة .. ولم أتوقف منذ ذلك الحين عن "التسييس" لحظة واحدة .. سواء بالقراءة أو المشاهدة .. أو الكتابة .. في وقت كان البعض يعتبر فيه الكتابة في السياسة نوعاً متقدماً من "قلة الأدب" ..
لكني أردت الآن أن أتوقف لحظة لأرى ما كسبت واكتسبت في هذه الأعوام ..
وجدت أني خسرت صحياً بإصابتي بارتفاع الضغط اللعين .. الذي أورثني صداعاً دائماً ... وضعف بصري بشدة ..
كما أني دخلت في مجموعة مرعبة من الخناقات والمشاحنات والمشاكل .. يفوق قدرتي على العد ..
فأنا لي أصدقاء سلفيون وإخوان ومسيحيون وليبراليون و حزب وطني وشباب روش .. وأهلاوية وزملكاوية ..
وللأسف كلما كتبت شيئاً لا يتفق مع رأي أحد منهم هاجمني وتشاجر معي !!
واكتشفت أن الاختلاف في الرأي ـ في بلدنا فقط ـ يفسد للود مئة ألف قضية .. !!
وسمعت عدداً من الإهانات الموجهة لشخصي .. يفوق قدرتي على الاحتمال .. !!
ربما لا تكون السياسة هي السبب المباشر في كل هذا .. لكن الاهتمام بالسياسة يجذب معه حتماً اهتمامات عديدة ..
فمن الصعب أن تجد مهتماً بالسياسة .. و يمشي جنب الحيط .. !
لا بد للسياسجي المحترف أن يسير في نهر الطريق .. ويقف ضد التيار للدفاع عن وجهة نظره ..
لذا بعد عدد من الأحداث المؤسفة وجدت أن المشي جنب الحيط أكثر أماناً واستقراراً بكثير..
وبعد تفكير طويل وجدت أن أفضل تصرف أقوم به الآن هو التوقف عن كتابة المواضيع السياسية والاجتماعية .. أو أي مواضيع تحوي رأيي الشخصي ولو حتى على نحو مؤقت .. لأن الإنسان إذا أراد إرضاء الجميع .. فإما أن يكون أخرساً أو مجنوناً .. أو بلا رأي !!
لن أفتح فمي في أي مناقشة .. مهما كان مجالها .. وسأسعى لأصبح سلبياً في كل شيء .. وأمنح نفسي إجازة أرى أني أستحقها بلا مبالغة لعلني أظفر براحة البال التي افتقدتها حقاً !
انتظروا مقالات قادمة .... بدون أن أذكر رأيي في أي شيء !!
نقم بأي عمل أو تجهيز للعدد .. من مقالات وقصص !.