• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الأحد، 5 يونيو 2011

هؤلاء المتنطعون .. الجزء الثاني


هؤلاء المتنطعون
-2-
كنا نعيب على النظام السابق بطئه في اتخاذ القرار .. وانتظاره المصيبة حتى تقع ثم تعقد بعدها المؤتمرات العاجلة وتتخذ الإجراءات الحاسمة !
ويبدو ـ للأسف ـ أن المجلس العسكري مصاب بنفس هذا البطء .. وإلا فما معنى أن يتظاهر آلاف السلفيون من أجل هذه الـ(كاميليا) مطالبين المجلس العسكري بتحريرها من الكنيسة .. والظهور أمام الناس .. و المجلس العسكري يخرج بنتيجة مفادها أنها لا تريد الظهور !! هو بمزاجها ؟
لماذا لم يصدر قراراً عسكرياً بالبحث عنها وكشف حقيقة الأمر ؟
وفي خطوة تصعيدية هي قمة الجهل والتعصب .. يذهب بعض السلفيين ليطوقوا الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (قبل أن تكذبني أدخل على الروابط في نهاية المقال وشاهد الدليل) .. ويهتفوا لظهور كاميليا !! في حين يعتبر المجلس العسكري وحكومة شرف أنها مجرد مظاهرة سلمية للتعبير عن الرأي !! وحق التعبير مكفول للجميع !!
أليس في هذا استفزاز لمشاعر المسيحيين ؟ أليس هذا التصرف الأخرق كفيلاً بإحراق الدنيا باللي فيها ؟ "وهو ما حدث فعلاً" !
بالطبع عندما وجد السلفيون أنه لا هيبة هناك للدولة .. وأن بإمكانهم أن يفعلوا ما يشاءون طالما أنه باسم الدين والدفاع عن الإسلام
بالطبع وجدوا الدافع والحافز للخروج والاحتشاد ـ مرة أخرى ـ حول كنيسة ماريمينا ومواصلة الهتاف .. لكن هذه المرة لم تكن من أجل كاميليا .. نعم فكاميليا طلعت مسيحية أباً عن جد .. وخرجت للأخوة السلف لتقول لهم (عليكو واحد .. حظ أوفر في المرة القادمة !) .. لكنهم وجدوا أن رجولتهم أصبحت على المحك .. ولابد من  إيجاد كاميليا أخرى وفي أسرع وقت .. عشان شكلهم مايبقاش وحش أدام المجتمع الدولي !!
وبسرعة البرق خرجت علينا طنط (عبير) وشعللها عم (أبو أنس) … ماذا ؟؟ لا تعرف طنط (عبير) وعم (أبو أنس) ؟؟
حسناً شاهد شاهد حلقة المبدع (باسم شو) (الرابط في نهاية المقال)  ولن تحتاج إلى مزيد من الشرح !
المهم أنهم استمروا في جهادهم من أجل هذه المرأة التي استعدوا لحرق مصر باللي فيها  عشان خاطر سواد عيونها !!
وكأن استمرار الإسلام مرهون بظهورها وكأن الـ1.2 مليار مسلم ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم متوقف على ظهورها !!
أي عقلية وأي فكر ؟؟
وأنا هنا لست بصدد مناقشة من بدأ بالهجوم ..فلا أحد يدري حتى الآن ..
لكن يكفي أنهم بذكائهم  قد أعطوا الفرصة لظهور شبح الفتنة من جديد .. وأحب أن أهنئهم على نجاحهم منقطع النظير في هذا !!
***
للأسف لم يكتفوا بالتسبب في إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين .. بل كادوا يتسببون في إحداث فتنة بين المسلمين وأنفسهم عندما أصدروا فتوى ـ كدة منهم فيهم ـ بتحريم التصوف والأضرحة ... وبالفعل نجحوا في إحراق وتدمير عدد لا بأس به من الأضرحة .. والصوفيون يصرخون بأنهم في حالهم وكافيين خيرهم شرهم .. والمفتي وشيخ الأزهر يحرمان هدم الأضرحة .. والمتشددون يواصلون مسيرتهم .. ولا وجود لدولة القانون !! (للمرة الأخيرة .. شاهد الروابط في نهاية المقال)
***
أحداث مسجد النور واعتلاء المنبر بالقوة .. وتحريم الليبرالية .. بل وتحريم الديموقراطية في بعض الأحيان ...
سب العلماء وتكفيرهم ... حتى تمثال جمال عبد الناصر في سوهاج لم يسلم من أيديهم .. فدمروه تحت مسمى الإسلام ..
كلها أمور موثقة باسمهم .. وتمت تحت إشرافهم ... (اضغط هنا لتشاهد بعض الأدلة) ..
***
تصريحات (صبحي صالح) المستفزة عن تطبيق الشريعة على 90% من الشعب المصري .. ومن بكرة !! (على حد قوله)
وتصريح آخر له عن عدم اعتراف جماعة الإخوان المسلمين بالمسلم الليبرالي أو المسلم العلماني .. وكأن من حق الجماعة أن تحكم على صحة إسلام أحد !!
ثم اقتراح (عبود الزمر) بتحويل نظام الحكم في مصر إلى الخلافة !!
وأنصار السنة المحمدية وتحريمهم الخروج على الحاكم .. وإهدار دم د. البرادعي ..
كل هذه دلائل تسقط عنهم قناع الحرية والمساواة  والعدالة والعقلانية .. فهؤلاء قوم يعيشون بأجسادهم في القرن الحادي والعشرين .. بينما عقولهم ما زالت في أيام ما قبل الهجرة !!
***
أنا لست من هواة فتح الملفات القديمة .. وإثارة المواضيع الحساسة رغبة في إضفاء جو من السخونة على مقالاتي ..
أنا فقط أعبر عن رأيي الشخصي .. ورؤيتي وتحليلي لأمور ..
و ربما تختلف معي أو تتفق .. وهذا طبيعي .. فالاختلاف ليس خلافاًَ .. وقمة الاتفاق هي النفاق ..
فأنا لم أهاجم المتشددين لأني أكرههم أو شيئاً من هذا القبيل .. ولكن لأني لمست منهم خطورة على المجتمع المصري ..
رأيت تفكيكاً وتفريغاً بين أبناء الأمة .. وأخشى أن ينفصل الشعب المصري إلى جماعات دينية .. وأخشى ألا نظل يداً واحدة كما كنا في التحرير .. وأخشى أن يستغل هؤلاء تحدثهم باسم الدين في غسل عقول الشباب خاصة غير المثقفين منهم ـ وهم كثيرون ـ ... بالله عليكم لا تستخدموا  الألفاظ القوية الرنانة حتى تقنعوا الناس أنكم أولياء الله في الأرض ..
وأن من ليس معكم فهو ضدكم وضد الإسلام ..
بالله عليكم لا تتحدثوا باسم الدين في أي استفتاءات أو انتخابات مقبلة .. فالدين والله أكبر بكثير من التحدث باسمه في أمور تحتمل الخطأ والصواب .. بالله عليكم لا تلعبوا على وتر الدين  حتى تدغدغوا مشاعر الناس .. بالله عليكم لا تفرقوا بين المسلمين والمسيحيين بدعوى أنكم حماة الإسلام ..
***
"قوتنا ليست في سلاحنا النووي ولكن في تفتيت مصر إلى طوائف متناحرة على أسس دينية .. ونجاحنا لا يتوقف على ذكاءنا بقدر ما يتوقف على غباء الطرف الآخر ! "  عاموس مادلين مدير المخابرات الإسرائيلية السابق ..
أرجو أن يكون الطرف الآخر قد فهم الرسالة ..
ملحوظة أخيرة :
قبل أن يسارع أحد لسبي أو اتهامي بالكفر والخروج عن الملة كما حدث في المقال السابق .. فأنا أكرر للمرة الألف أن بالتأكيد هناك شيوخ سلفيون متفتحون ولهم أفكار ومواقف تحترم .. ولهم مني كل احترام وتقدير ..
وبالتأكيد أنا لا أقصد مهاجمة كل من ينتمي للتيار السلفي .. بل أقصد من أفتى وساعد وآزر وشارك في أي عمل يؤدي لتفتيت وحدة مصر مهما كان المسمى والدافع وراء موقفه ... فمصر أولاً .. ومصر ثانياً .. ومصر ثالثاً ..
والله المستعان على ما يصنعون .. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
الروابط التي ذكرتها في المقال :
http://www.almasryalyoum.com/node/417515
http://www.almasryalyoum.com/node/385060
http://www.almasryalyoum.com/node/421049
http://www.youtube.com/watch?v=7BCgO_3muto&feature=relmfu