• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الخميس، 2 يونيو 2011

عن المجانين وعلي بابا وأشياء أخرى..!!

عن المجانين وعلي بابا وأشياء أخرى..!!
من منا لا يعرف حكاية التاجر الطيب الفقير الذي وجد كنزاً في بطن الجبل ..؟؟
نعم إنه علي بابا الشهير ..الذي استطاع أن يعرف سر الصخر .. وأن يغتني من ورائه..ويشتري كل ما تمنته زوجته مرجانة..
كثير منا يعرف قصة أحدب نوتردام .. خادم الكنيسة القبيح الذي أحب فتاة جميلة .. ولكنها لم تبادله نفس المشاعر النبيلة..
أغلبنا شاهد فيلم القناع أو The Mask .. الذي يعثر فيه الشاب الفاشل (ستانلي إيبكس) على قناع سحري ..يمكنه ارتداؤه من فعل أي شئ في خياله..وأن يتحول إلى الشخصية التي يريدها ..
المهم ..أن هذه الأعمال أمتعتنا وأعجبتنا وأثارت انبهارنا ..
لكن هل تعلمنا منها شيئاً ..أو استخلصنا منها فكرة أو حكمة ؟؟ .. لا أدري ..
ولكني أعرف أن الحكمة من حكاية علي بابا أن الكلمة الطيبة تصنع المعجزات .. بدليل أن افتح يا سمسم حركت الصخر ..وكشفت عما به من كنوز..وهو ما يعلمنا ..أهمية حلاوة اللسان وانتقاء الألفاظ الحسنة .. حتى لو كان المخاطب صخرة مجردة من المشاعر ..
وقصة أحدب نوتردام ..علمتنا ألا نحكم على الأشخاص بشكلهم أو بخلقتهم فقط ..فهذا شئ لا يد لهم فيه ..لأن حتى أقبح الناس خلقة يمكنه أن يمتلك أطيب قلب ..
أما فيلم القناع فقد تعلمت منه أن الأقنعة الزائفة التي يرتديها الإنسان ..ليخفي ورائها شخصيته الحقيقية..تجر عليه المتاعب والمشاكل ..وانه ليس هناك أفضل له من طبيعته الحقيقية .. أو وجهه الحقيقي ..
ربما لم ينتبه البعض إلى هذا وتعامل مع هذه الأعمال بسطحية..باعتبارها مجرد أعمال خيالية أو كوميدية لا أفكار فيها أو مضمون .. منتظراً أن تقع يده على أعمال أكثر مباشرة من ذلك .. بحيث يتم تلقينه الفكرة خبط لزق ..
ولكني أرى أن أفضل الأعمال الفنية هي التي لا تعطي الفكرة المباشرة .. ولكن التي تثير الخيال والتفكير .. وتجعلنا راغبين في تكرار التجربة مرة أخرى ..
خلاصة ما أريد قوله .. أن الأعمال الأدبية أو الفنية بوجه عام ليس لها دور مباشر في نقل الحكمة أو تلقين فكرة بعينها ..وإلا أصبحت مثل موضوعات القراءة في الكتب المدرسية ..!!
ولو اقتصرت هذه الأعمال على الحكمة وحدها لأصبحت مثل الأمثال الشعبية ..أو اختزل العمل إلى جملة واحدة فيها الحكمة المقصودة أو الفكرة .. مثل (لا تضرب أخاك الأصغر على قفاه لأن هذا عيب )..واختصرت الأفلام إلى مشهد واحد وهو (البطل الذي يمثل الخير .. يفقأ أعين الأعداء الذين يمثلون الشر )..وفي هذه الحالة لا يصبح هناك فن أو إمتاع ..
قد يسأل سائل هنا .. وما الفائدة من كل تفاصيل العمل إذا كان الهدف منه هو هذه الحكمة فقط؟؟
لأن الهدف الرئيسي من وراء أي عمل فني هو الإمتاع .. أما الحكمة فيتم بثها في جنبات العمل .. حتى لا يصبح خاوياً مجرداً من القيمة .. كما أن كل شخص يرى العمل من وجهة نظره .. ويستخلص منه ما يمكنه استخلاصه والاستفادة منه ..
وهناك من يربطون بين العبقرية والفن وبين الجنون .. ويمكنهم القول بالفم المليان أن الفنانين والعباقرة على درجة من الجنون ..فإذا قال قائل "خذوا الحكمة من أفواه المجانين ".. قد يكون المقصود بها أن الحكمة قد تخرج أحياناً من بين هذيان المجانين على كثرته.. فإذا اعتبرنا الفنانين مجانين .. وأعمالهم مجرد هذيان..
فلماذا لا نستفيد بهذه الحكمة ؟؟ .. وفي نفس الوقت نستمتع بهذا الهذيان..