هؤلاء .... المتنطعون

(هؤلاء .... المتنطعون !!)

في العشرين سنة الأخيرة تراجع دور الأزهر ـ بمنهجه الوسطي المعتدل ـ بشدة .. فلم يعد له ذات التأثير الذي كان يحدثه في نفوس الناس من قبل . حتى فقد كثيراً من هيبته داخلياً وخارجياً ..

هل كان للنظام السابق دور في هذا ؟؟ لا أدري بالضبط .. لكن على أية حال ما أعرفه وأثق فيه ـ من وجهة نظري ـ  أن هذا التراجع كان له تأثير كبير على التركيبة الدينية للمجتمع المصري .. مما أدى إلى ظهور العديد من التيارات الدينية المتشددة التي لم نكن نسمع عنها من قبل .. على الأقل بالصورة  التي هي عليها الآن .. ونشطت بشدة حتى أصبحت تؤثر في قطاع ليس بالصغير من الناس ..

ولأن الشعب المصري متدين بطبيعته .. ولديه دائماً الحاجة إلى الالتفاف حول مذهب ما .. كان ضرورياً أن يتحول التدين المعتدل الذي يميز معظم الشعب المصري إلى الميل إلى التشدد  والتشديد على الآخرين بسبب الاقتناع والاعتناق لهذه المذاهب المتشددة .. وفيما يلي بعض مواقفهم وأفعالهم في الآونة الأخيرة .. مما يعكس طريقة تفكيرهم البدائية :

ــ عند سؤالهم عن موقفهم من وجوب قيام ثورة للإطاحة بالنظام الفاسد السابق يردون بقول الله تعالى "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" صدق الله العظيم ... وبالمناسبة .. هذا الموقف حدث مع أخي شخصياً  !!

المصيبة أنهم بعد نجاح الثورة خرجوا علينا ـ بكل بجاحة ـ ليركبوا الموجة .. ويقنعونا أنهم كانوا معنا منذ البداية .. وأنهم دعمونا بالقول والفعل رغم هجومهم علينا طوال الثورة .. بل إنهم كفرونا حينها واتهمونا بالضلال !!

ــ حين ناقشت أحدهم بوجوب تحديد مدة الرئاسة حتى لا يتحول الرئيس إلى ديكتاتور "زي واحد صاحبنا".. فوجئت به يفتي بأن هذا حرام في شرع الله لأن الرئيس يعتبر أميراً للمؤمنين لا يجوز عزله !! وأن هذا يدخل في باب المحرمات وربما الكبائر !!

والمستفز أكثر أن ذات الشخص أكد لي أنه يوافق على التعديلات الدستورية الأخيرة ... رغم احتوائها على مادة تحدد فترة الرئاسة !!

ــ يوم تنحي الرئيس كان المشهد كالتالي : 2 مليون مواطن وقفوا في مسيرة طويلة من مسجد القائد إبراهيم حتى قصر رأس التين للمطالبة بالتنحي ..

وفي ذات الوقت وفي مكان آخر بالاسكندرية وقف 3 آلاف سلفي في مظاهرة تطالب بالحفاظ على المادة الثانية من الدستور .. وكأنهم حماة الإسلام على الأرض .. و الـ2 مليون مواطن لا يهتمون بالمرجعية الدينية لمصر .. لذا فما يفعلونه هو إثم كبير لا تجوز مشاركتهم فيه !

وكأن بقاء الإسلام ديناً رسمياً لمصر مرهون ببقاء الرئيس على مقعده !!

وأنه هو من كان يحافظ على بقاء المادة الثانية من الدستور دون تغيير .. وستتعرض للخطر في حال رحيله !!

ثم وجدوا الآن مبرراً جديداً للتظاهر والزعيق والجعجعة .. وهو المدعوة (كاميليا شحاتة) ومن بعدها الأخت (عبير) ..

ولكن هذا مقال آخر !!!

تابعوا البقية في الجزء القادم ..

أحمد نبيل

دوس هنا وسيب تعليقك !!