• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الجمعة، 20 مايو 2011

البرشامة..!!

البرشامة..!!

هو نداء أقوى من نداء بائع الخبز الشامي .. أقوى من نداء بائع الفول .. بل أقوى من نداء بائع الروبابيكيا ..
إنه نداء الحب..
عندما تستيقظ من نومك على صوت سعد الصغير يصدح من موبايلك متغنياً بإحدى أغانيه الرومانسية.. لتثب من سريرك وترد على الشخص المميز الذي خصصت له هذه الرنة .. وتسمع صوته في بداية يومك.. فبالتأكيد ستشعر بأن الحياه أصبحت وردية .. وأنك إنتقلت من الأرض إلى السماء بين السحب .. وأن كيلو الطماطم أصبح بعشرة قروش ..وأنك تطير أو على الأقل تمتلك أجنحة..   لأنه كما يقولون :"الحب يعطيك أجنحة.."
إذا كنت في عجلة من أمرك من أجل لقاء المحبوب .. فلن تهتم بتصفيف شعرك .. بل ستتركه ثائراً هكذا كأنما صعقتك الكهرباء ..وإذا وجدت المياه مقطوعة فلن تجد غضاضة في غسيل وجهك بالمياه الموجودة في كسارولة البيض المسلوق الذي تركته لك الوالدة على سبيل الإفطار..
قد تتراجع عن رأيك وتقوم بتصفيف شعرك حتى لو كان بفرشاة مسح الأحذية .. فأنت بالتأكيد تهتم بمظهرك ..على الأقل أمام المحبوب ..
وإذا كانت بنطلوناتك مغسولة .. فما الذي سيمنعك من إرتداء بنطلون البيجامة ؟؟!!..
هل ستضيع الوقت في البحث عن جورب وتلميع الحذاء .. لماذا لا ترتدي شبشب الوالدة حتى لا تتأخر على الموعد؟..لا تنس أن المحبوب ينتظرك على أحرمن الجمر...
والآن .. وأنت في كامل أناقتك .. تنزل إلى الشارع لتلاحظ نظرات الناس تجاهك.. لا تهتم .. فإنها نظرات الحسد على المشاعر الفياضة التي تطفو على وجهك .. فكلهم فقدوا القدرة على الحب .. كما فقدوا القدرة على الحياه ..
ستمشي في فخر وسعادة .. ولم لا؟؟.. فأنت ذاهب إلى لقاء أفلاطوني .. لا يمت لعالمنا بصلة.. بل هو من جانب آخر من الكون ..الجانب الذي تأتي منه الأحلام السعيدة ..وتذهب إليه الذكريات الجميلة.. الجانب الذي تأتي منه قصائد الشعر ..وتهبط منه أغاني أبو الليف .. وأفلام السبكي..!!
إنه الجانب المضئ الذي يعبرعن السعادة المطلقة .. والمصدر الرئيسي للمادة الخام للتفاؤل ..
ستمر في الطريق على صديقك "سنقر" .. صاحب كشك السجائر الموجود على ناصية شارعك .. لتشتري منه سيجارتي كليوباترا (فرط)  لتضعها في علبة مارلبورو فارغة..!!..لزوم الشياكة بصحبة الجو.. قد يعطيك أيضاً برشامة على سبيل الهدية عندما يعرف أنك ذاهب لمقابلة حبيبة القلب.. فلا تحرجه وترد يده .. بل عليك أن تقبل الهدية كأي جنتل مان مهذب ..
ثم اذهب بعد ذلك إلى كورنيش البحر حيث الملتقى .. أنت تعرف موضع المقابلة فلن أصفه لك .. إنه عند "البلوك " الذي كتب عليه " أترضاه لأختك..؟ "..!!
المهم ..ستمر في طريقك على عدد من المتسولين اللحوحين .. لن تقول لهم أن حالك أسوأ من حالهم –­ على الأقل هم وجدوا وظيفة - .. بل ستعنفهم وربما تدفع أحدهم إذا إقترب منك أكثر مما يجب ..
ستجد في طريقك بعضاً من أطفال الشوارع يمرحون سوياً .. ربما بالمطاوي وربما بزجاجات مليئة بالبنزين وبعض عيدان الكبريت.. ستتذكر هنا أنك لا تملك ولاعة .. وأنك (خرمان) منذ الصباح .. فلماذا لا تصفع أحدهم على قفاه وتأخذ منه علبة الكبريت ؟؟..قد يرجموك بالأحجار.. ولكنك ستكون قد جريت مبتعداً .. فالجري هو المهارة الوحيدة التي تجيدها .. 
ستمر في طريقك على عشرات الحبيبة الذين امتدوا بطول الكورنيش .. مفترشين البلوكات وقد تلاصقوا في اوضاع  تحرك  مشاعرك المتأهبة أصلاً .. وتشعل نيران شوقك المتأججة فعلاً .. فتجد الخطى نحو موضع الحبيبة .. لتجدها جالسة في اشتياق لك ..
ويبدو من ملامحها أنها لم تنم جيداً .. لأن عينيها حمراوان.. ويبدو أيضاً أنها وضعت مساحيق التجميل على عجل .. مما جعلها شبيهة ببهلوانات السيرك القومي..!!
المهم بعد أن تجلس بجوارها .. ستأخذها – كعادتك- تحت ذراعك في وضع شبيه بأوضاع المصارعة اليونانية..!!
بالطبع لن يتهمك أحد بالنرجسية لأنك اخترت أن تحب واحدة تشبهك إلى حد بعيد .. فالحب ليس فيه اختيار.. ولن يتهمك أحد بأنك أخوها -لا سمح الله- .. فوضعكم هذا ليس فيه أخوة على الإطلاق .. فالأمر ليس هكذا .. ولكن القلب وما يريد كما يقولون ..
وهكذا ستكون هي بالطبع سعيدة .. وأنت سعيد .. والبحر سعيد بكم .. فأنتم مفخرة شباب الوطن .. والأمل القادم في مستقبل مشرق ..
أتسألني ماذا ستفعل بعد ذلك ؟؟.. إنه أمر عائد إليك .. وإلى الظروف المحيطة .. فاذا كان الوقت نهاراً .. فأظنك ستكتفي بتشبيك الأيدي وحركة المصارعة إياها..
أما إذا كان الوقت ليلاً .. فلا أظنك ستكتفي بما سلف.. فأنا أعرفك جيداً وأعرف أهدافك .. وأعرف أنك تريد الوصول إليها بأي ثمن ..
فرجاءاً .. لاتتناول البرشامة الآن .. فتناولها أمر غير محمود العواقب.. لأنها قد تكسبك لا مبالاه على مالديك منها أصلاً.. وتهوراً فضلاً عما تملك .. وستساعد غرائزك الحيوانية على الخروج من مكمنها غير الآمن .. فلا تجعل دافع التفاخربين أصدقائك يفقدك السيطرة .. وينسيك ما يحدث لمن ينسون أنفسهم .. ولا تنس أن لديك إكتفاء ذاتي من المصائب .. وبالتالي لا تنقصك واحدة أخرى..
لذا أرجوك .. تمهل قليلاً..وفكرفي الأمر..و..
ولا تتناولها الآن..

    تمت بحمد الله
باهر بركة

دوس هنا وسيب تعليقك !!