• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الخميس، 11 أبريل 2013

البكابورت


البكابورت..!!
  طوى الصرصور الجريدة .. وأغلق الراديو .. وحطم التلفاز ..وجلس يفكر في حزن فيما يدور من حوله .. وما يهدد بيته الهادئ من مصائب وكوارث أكثر بكثير من مجرد الدهس بفردة حذاء .. أو السحق تحت شبشب حريمي فقد لونه .. تلفت حوله ليجد أطفاله يلعبون في براءة .. ويحركون شواربهم الصغيرة في سعادة .. غير عالمين بحقيقة الأمر ..ولا شاعرين بأن الحياة ليست سعيدة كما تبدو لهم .. على الأقل في هذا البكابورت ..
يئس الصرصور من جميع محاولات الإصلاح السابقة .. والتي لم تزد على طلاء غطاء البكابورت بأحد أنواع الطلاء الرديئة .. والتي لا تدوم طويلاً .. ففي البداية يبدو البكابورت لامعاً نظيفاً من الخارج .. لكن من الداخل هو أسوأ من أي بكابورت آخر .. وسرعان ما يزول الطلاء ويظهر البكابورت على حقيقته ..
 هي عينها سياسة العلاج السطحي ..والتي لا تختلف عن سياسة علاج الأزمات الداخلية في البكابورت ..
 أصبح الكذب و التخوين ملة أبناء هذا البكابورت من الصراصير .. لا يستثنى منهم إلا القلة القليلة جداً ..
وصار خوف الصرصور عل زوجته وأولاده خوفاً مرضياً .. فلم يعد يسمح لأولاده بالخروج من البيت واللعب مع أقرانهم .. كما أصبح يمنع زوجته من الذهاب إلى السوق ..وأصبحت ساعات نومه حافلة بالكوابيس .. وبصراصير ملثمة تنتظر زوجته وأولاده على ناصية الشارع لتذبحهم بأمواس الحلاقة ..
ما أكثر المتصنعين المخادعين .. وما أكثر اللصوص و المدلسين .. والعدد في تزايد رهيب .. والصرصور يشعر أنه يغرق في مستنقع من الـ(DDT) ..
زادت الانقسامات .. وتراكمت الفضلات .. وزكمت الرائحة الأنوف .. حتى أصبح إصلاح هذا البكابورت مستحيلاً ..
لا داعي للحديث عن سيارة الصرف التي جاءت لتنظيف البكابورت .. وما إن امتد منها خرطوم السحب حتى هجم الصراصير على السائق ومن معه .. ومع كثرة عددهم لم يملك العاملون إلا الهرب والابتعاد بأقصى سرعة ..
 حزم الصرصور أمتعته ..واصطحب عائلته الصغيرة ..وقرر الرحيل عن هذا البكابورت و الذهاب إلى أي بكابورت آخر بعيد .. بعيد ..
 ترى هل أزف الوقت على الإصلاح ؟؟ .. عسى ألا يكون قد أزف على الهرب ..
 وما إن خرج الصرصور من البكابورت .. حتى جاءت سيارة مسرعة لتدهسه وتسويه بالأرض ..