• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

عروستي


عروستي ..

في كثير من الأحيان أصاب بصدمة عندما أرى أصابع أقدام بعض الأشخاص ..لا أقصد بذلك نظافتها ..ولكن أقصد تكوينها ذاته ..فمثلاً هناك من يكون إصبع السبابة في قدمه أطول من باقي الأصابع بشكل ملحوظ ..وفي الغالب يعاني هذا الإصبع من (كالو) نتيجة ضغط الحذاء الدائم عليه .. وهناك البعض الآخر الذين تكون أصابع أقدامهم صغيرة جداً ..بشكل لا يتناسب مع أحجامهم أو تكوينهم الجسدي ..وهناك آخرون يكون إصبع الإبهام في أقدامهم كبير جداً .. لدرجة أنه يمكننا أن نهمل حجم باقي الأصابع بالنسبة إلى حجمه ..
بالطبع لا يشعر هؤلاء أن أصابع أقدامهم لها شكل غريب ـ بالنسبة لي على الأقل -..وربما يتعجبون ممن ليس لهم نفس تكوين الأصابع هذا .. وقد يصل بهم الأمر إلى كتابة مقال عن هذا الموضوع ..
بالطبع لم أكتب هذا المقال للحديث عن أصابع الأقدام وأشكالها ..فأنا لم أجن بعد على حد علمي .. والآن لندخل في الموضوع ..
هل وقفت يوماً أمام المرآة ولاحظت أن ملامحك توحي بسماجة وثقل دم وشر وغلاسة وتناحة ورخامة وغتاتة و ....؟؟!!
 بالطبع لا..
فكل منا يرى في نفسه نموذجاً لما يجب أن يكون الإنسان عليه ..سواء في الشكل أو في المضمون ..وإن لم تكن نرجسياً ..فعلى الاقل سترى أن هناك من هم أكثر شراً منك بكثير ..وأنك بالمقارنة معهم ستكون ملاكاً لا ينقصه إلا الأجنحة .. وبالطبع لن تتخيل الجنة إلا وأنت فيها .. ولن تتخيل النار إلا وهم فيها ..هذا إن لم تكن نرجسياً..
هل من فتاة لا ترى نفسها جميلة ؟؟..السؤال بصيغة أخرى ..هل من فتاة نظرت في المرآة ثم قالت "أعوذ بالله ..إيه المنظر دة ؟؟"..لا أظن ..
أعتقد أن السبب هو أننا لا نحب أن نرى عيوبنا مهما كانت واضحة ..ونحب دائماً أن نسبغ عليها صفات المميزات ..
فهذه الفتاة التي أمضت الوقت في طلاء وجهها بكل ألوان الطيف وأكثر .. ووضع كريم الأساس وكريم التفتيح وكريم حب الشباب وكريم تغذية البشرة وربما كريم علاج البواسير أيضاً – إذا كان للبواسير كريماً - ..حتى أصبح لون وجهها بنفسجي مزنفل ..ولا أعرف كيف يكون اللون البنفسجي مزنفلاً .. لن تجد هذه الفتاة في جريمتها هذه ما يدينها في حق البشرية .. بل ستنظر للمرآة في إعجاب وربما تقول " قمر والله .."..المهم ليس هذا هو الموضوع الذي أردت التحدث فيه .. مالي أنا وما يضع الفتيات على وجوههن .. (إن شالله يدهنوها ورنيش حتى )..أنا مالي ..!!
والآن لندخل في الموضوع .. هل تحب القطط ؟؟ ..
إذا كانت الإجابة بنعم فأنا أحييك وبشدة ..أما إذا كانت بلا ..فأنا ألومك وبشدة ..
ألا يعجبك لومي ؟؟..لماذا إذن لا تحب القطط ؟؟.. هل ستحكي لي قصة عن ماضيك الأغبر مع القطط ؟؟..وكيف أن قطة خمشت يديك و أنت صغير عندما حاولت الإمساك بها ..اسمح لي ..هذه القطة كانت تدافع عن نفسها و عن حقها الطبيعي في الحياة ..فكيف لها أن تعرف أنك مجرد طفل صغير يحاول استكشاف العالم من حوله ..وليس أحد هؤلاء الجزارين الذين يذبحون القطط ويصنعون بلحمها الحواوشي ؟؟!!..
الواقع أنني أعشق القطط ..وللأسف ليس لدي قطة في البيت لأسباب معقدة .. وأقدر بشدة من يحب القطط أو يربيها ..المهم ..أعتقد أنني بنظرة واحدة لأي قط أستطيع أن أحكي قصة حياته ..أو هكذا أزعم ..
فهناك هذا القط مفتول العضلات الذي يسير بتؤدة وعلى مهل مضيقاً عينيه في نظرة شر مستطير .. يذكرني هذا النوع بعدلي كاسب الممثل القديم الذي اشتهر بدور الجزار في الأفلام القديمة .. ولا تستبعد وجود بعض آثار لمخالب على جسمه و وجهه ..هذا القط عاش سفاحاً .. يتعارك ويسفك دماء القطط الأخرى مدافعاً عن منطقته التي يحددها بفضلاته .. وربما يحوي الـ C.V الخاص به معركة أو أكثر مع كلب من كلاب الشوارع .. وهناك هذه القطة الرشيقة ذات الشعر الناعم النظيف.. التي تسير برشاقة تحسدها عليها ملكة جمال شمليط البلح .. وهناك هذا القط النحيل الضعيف الذي يقتات على أي شيء ..أوراق أشجار..أوراق كراسات ..أوراق تواليت .. وفي الغالب يموت هذا النوع بسبب سوء التغذية ..أو في معركة غير متكافئة مع قط من النوع الأول ..
أعتقد أننا كبشر نشبه القطط كثيراً جداً ..ليس فقط في أننا نأكل وننكر .. ولكن في أشياء كثيرة أخرى ..
فهذه القطة السوداء لا تجد نفسها مصدراً للشؤم .. ولو أن القطط السوداء علمت أن البشر يتشاءمون منها .. لأصبحنا مضحكة لهم .. ولا هذه القطة التي تداعب صاحبها بمخالبها ترى أنها يمكن أن تجرح جلده .. أو أن تلبيتها لنداء الطبيعة على أحد المقاعد يسبب له القرف والمعاناة .. أو أن إسقاطها لإحدى الفازات سيسبب له خسائر مادية ..
هذه هي القطط وهؤلاء هم البشر ..
أعتقد أنني أسهبت في الحديث عن القطط .. ألم أقل إنني أعشقها ؟؟!!..
ولكن للأسف ليس هذا هو الموضوع الذي أردت التحدث فيه ..
للأسف انتهى المقال ولم أقل بعد ما هو الموضوع الذي أردت التحدث فيه !!

باهر بركة