• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الخميس، 16 فبراير 2012

قشة .. فى مهب الريح !!

قشة .. فى مهب الريح !!

مقالي هذه المرة عن شيء جميعنا نفتقده ...أنا شخصيًا أفتقده .. شيء خلقنا به ومعه ومن أجله ..شيء عندما انتهجناه  وطبقناه كنا من أعظم الأمم...وعندما تخلينا عنه وأهملناه أصبحنا من أحقر وأضعف بل وأهون الأمم على وجه الأرض .. شيء كان هناك من يخطط ويدبر حتى نبتعد عنه وهناك من يعكر ويشوه صورته أمامنا وفي أذهاننا حتى ننفر منه وللأسف كان هناك دائماً من يستمع لهؤلاء .. شيء ربما لو تخليت عنه سترتاح ـ مؤقتاً ـ لكنك سوف تدفع ثمن هذه الراحة فيما بعد بل إن المجتمع كله سوف يدفعها وسيدفعها مجبراً وليس مخيراً .. لا أعرف إن كنت قد خمنت ما أتحدث عنه لكني سوف أوجه لك بعض الأسئلة وأرجو أن تكون صادقاً مع نفسك وأنت تجيب عنها ..
إذا رأيت شبه إجماع من الناس من حولك على أمر ما أو حكماً جماعياً على شيء أو شخص ما .. هل ستبني هذا الحكم وتنطق به وتردده لمجرد أن الناس أجمعوا على هذا ؟..أم أنك ستقوم بتحليل هذا الأمر والتفكير فيه ملياً .. و ربما اقتنعت به .. و ربما لم تقتنع ..إذا لم تقتنع هل لديك الجرأة الكافية لتعلن رأيك هذا على الملأ ؟ هل لديك القدرة على الاعتراض والسيرعكس الاتجاه ؟ ليس لمجرد الاعتراض لكن لأن ما اقتنع به الناس و رددوه أنت لست مقتنعاً به ؟ أم أنك  سوف تؤثر السلامة  وستسير (جنب الحيط ) حتى تجنب نفسك موجات اللوم والعتاب وأحياناً السب والتخوين والتكفير؟ .. أنظر إلى عقلك .. ماذا تراه وكيف تراه ؟ هل تراه عقلاً سطحياً تافهاً لا يستطيع أن يفرق بين الغث من القول والثمين منه ؟ هل تراه محطة لاستقبال الأفكار والكلام دون تفكير أو تحليل أو حتى منطقية ؟ هل تستطيع أن تكون رأيك الخاص و وجهة نظرك الخاصة حول الأمور والمتغيرات ؟ أم أنك تابع للآخرين ومرهون بآراءهم وأفكارهم ؟ هل تسمع فتردد أم أنك تسمع .. تفكر .. ثم تردد ما سمعته ؟ هل أنت سريع الاقتناع والتأثر بالشعارات الحنجورية وإن خلت من المنطقية والمضمون ؟ هل لك نظرتك واستقلاليتك وعقلك الخاص أم أنك مجرد صورة كربونية ممن حولك ؟؟ بمعنى أبسط هل تعيش حياتك أم حياة الآخرين؟ هل تتحدث بلسانك أم بلسان من حولك؟
هل تشخصن الأمور؟ بمعنى إذا جاء الكلام من أشخاص معينين أنت تتقبلهم وتثق بهم فهو كلام جميل عقلاني ومنطقي ولا يقبل الجدال أو التفكير في مدى صحته ولا يحق لك أو لغيرك الاعتراض عليه وتقتنع تمام الاقتناع أن هذا الكلام هو الحق وأن ما دونه باطل ... وإذا جاء الكلام من أفراد أنت لا تتقبلهم ولا تثق فيهم فهو كلام (في الهجايص) وهلس و تهريج وربما كفر و زندقة .. أى أنك تحكم على الأفكار والكلام بقائلها وليس بمعناها ومرادها ...أم أنك تملك عقلاً متفتحاً ناضجاً يستمع للجميع و يستقبل كل الأفكار بغض النظرعن قائلها ثم يقوم بفرزها وتحليلها واستنكار منها ما شاء وإن استحسنه الآخرون واستحسان منها ما شاء وإن استنكره الآخرون ؟
ما النسبة التى يلعبها التفكير في حياتك ؟ التفكير فى نفسك .. فى الآخرين .. في الحياة ... فى الطبيعة .. فى الدنيا ... فى الآخرة ... فى القدر .. فى كتاب الله .. فى أعماق النفس ..في دهاليز الحب ؟ هل جلست مع نفسك من قبل وأخذت تفكر فى أمر ما بعمق و أخذت تسأل نفسك السؤال تلو الآخر وكلما أجبت على سؤال ولد سؤال آخر و ربما تعثر على إجابة و ربما لا تعثر لكن تجربة التفكير نفسها .. هل خضتها وعشتها ؟ أم أنك فقط تعيش ـ مثلك مثل الغالبية العظمى ـ  فقط كى تظل على قيد الحياة ؟
في تقديرى هناك من لا يفكرون لأنهم يتكاسلون .. ولا يفكرون إلا وهم كارهون .. وإذا حاورتهم حول أمر ما لا يهتمون .. لأنهم ببساطة (مش فارقة معاهم) ... وهؤلاء هم السلبيون فى مجتمعنا المريض لا يهتمون إلا بأمورهم الخاصة ولا يشغلهم ما يجرى حولهم فإن قال "فلان" كذا وصرح "علان" بكذا فالموضوع لا يشكل له أى فارق .. و إن وقع أمر جلل أو حدث عظيم فالأمر لا يخصهم فى شيء ... فهؤلاء في واد والحياة والبشر فى واد آخر .. لا يستمعون ولا يقولون ولا يفكرون وإذا سألتهم عن رأيهم لا يجيبون .. تجدهم معدومى الرأي و وجهة النظر ـ إلا فيما يتعلق بهم و يهدد مصالحهم التافهة ـ  ..الأمور كلها (سيان) بالنسبة لهم ولو اختفوا من مجتمعنا ما اختلف الوضع كثيراً لأنهم يعيشون وكأنهم بيننا غير موجودين فهؤلاء قد وقف التكاسل واللامبالاة وقبلهم الأنانية حائلاً أمام أمخاخهم فتوقفت عن التفكير فأصبحوا لا يتأثرون ولا يؤثرون فى المجتمع من حولهم أى أنهم (زى قلتهم) .
***
هناك آخرون لا يفكرون لكنهم للأسف ليسوا سلبيين بل إنهم ايجابيون ..إيجابيون بشدة ..إيجابيون بعنف .. وهؤلاء يطلق عليهم الدهماء أو هؤلاء الذين تلتهب مشاعرهم و تثور حماستهم بمجرد سماع بعض الشعارات الرنانة أضف إليها بعضاً من الخطب البليغة .. وهؤلاء يسهل استثارتهم واستمالة عواطفهم وإلهاب حماسهم .. وهم إما لم ينالوا حظًا من التعليم أو أنهم متعلمون لكن ليس لديهم أى درجة من الثقافة ولا أى نسبة من الوعى فهم على استعداد لإحراق الدنيا و قلبها رأساً على عقب بسبب فكرة اختمرت في عقولهم أو قضية اختلقت اختلاقاً و أوهموا أنها تمس شرفهم وتهدد رجولتهم وهؤلاء لا يوازنون الأمور ولا يؤثرون الصالح العام ويفتقرون لفن ترتيب الأولويات ولايعملون بنظرية أساسية أقرها الإسلام أن درء الضرر مقدم على جلب المنفعة ... وهم دائمًا تابعون .. لمن ؟ لهذا الذي يهتف بحرقة و يجيد إلهاب المشاعر وتأجيج النفوس .. منساقون ... دائماً منساقون لأنهم لا يفكرون و لا يحللون وعواطفهم المشتعلة والمتحمسة هى التى تحركهم و تطغى على عقولهم وتفكيرهم , ولعل كل المصائب التى حلت علينا بعد الثورة كان أغلبها بسبب بعض المفسدين الذين يحركون الدهماء أو هؤلاء الذين لا يفكرون !!  

وهناك من يقنعون أنفسهم بأنهم يفكرون ويحللون..يقنعون أنفسهم ويحاولون إقناعنا بأنهم عقلانيون ومنطقيون وأنهم بالحق ينطقون .. لكن فى حقيقة الأامر وما وراء الكواليس  أن..................أن ماذا ؟...أعتقد أن هذه الجرعة كافية حتى الآن والبقية تأتى فى الجزء الثانى ربما بعد يومين من الآن...

 أحمد نبيل
دوس هنا وسيب تعليقك !!