• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الأربعاء، 24 يوليو 2013

عن بطوط والسياسة !!

 عن بطوط والسياسة !!
في أحد أعداد مجلة ميكي .. تحكي قصة نادرة عن (بطوط) حين كان طفلاً .. ويطالعك في الصورة الأولى مدينة (كواك) .. واقعة تحت نار صيف حار كجهنم .. لذا من الطبيعي أن ترى حمام السباحة العمومي بالمدينة ممتلئاً عن آخره !!
و(بطوط) الصغير وصديقه (كركم) يريدان السباحة .. لكنهما يكرهان الزحام .. والمشرف الممل العصبي الذي لا يتوقف عن إصدار التعليمات (لا تلعب هنا) .. (ممنوع الركض) .. (ممنوع السباحة) !!
وهنا يفاجئ (بطوط) صديقه بأنه يعرف مكاناً سرياً قرب النهر داخل الغابة .. يمكنهما السباحة فيه بأمان وحدهما !
وهكذا يستمتع الصديقان بمفردهما في هذا المكان الساحر .. ولكنهما يفاجئان بمهندس يرسم خريطة للمكان .. يبلغهما بالخبر القاتل !!
سيتم إنشاء طريق عام يمر تماماً جوار مكانهم هذا !
ويفزع الصغيران .. يفكران في وسيلة لإيقاف هذا المشروع .. فيتذكر (كركم) قصة حكاها له والده عن مؤسس مدينة البط (كركر الأول) .. الذي كان يستريح من أعباء الحكم في مكان مجهول قرب النهر .. لم يعثر عليه أحد قط !
ويطرح فكرته العبقرية .. سينقلان مجموعة من الطوب القديم من منزل (الجدة بطة) ويضعاها قرب مكانهما السري ويحفرا عليه اسم (كركر الأول) ويهيلا عليه التراب .. ثم يهرعان إلى والد (كركم) الذي هو بالمصادفة رئيس جمعية (أصدقاء كركر الأول) ليبلغاه بالخبر السعيد .. لقد تم العثور على كوخ (كركر الأول) المفقود !!
وينتقل الخبر بسرعة البرق إلى باقي سكان المدينة .. ويصدر القاضي قراراً بوقف مشروع الطريق للحفاظ على هذا الأثر المدهش !!
ويفرح الصديقان بنجاح خطتهما العبقرية .. ونراهما يسبحان مع والد (كركم) في المكان السري .. لكن رجلاً جاء فجأة يطلب أن يشاركهم المتعة التي رآها (كركر الأول) يوماً ..
ثم جاء موظفو هيئة الآثار ليسبحوا ويلعبوا بالمياه بحجة دراسة هذا الأثر الهام !! 
ثم جاء مدير مع أسرته في زيارة سياحية لكوخ كركر الأول .. ليقفزوا أيضاً في المياه !!
ولم تمض عدة أيام حتى صار المكان السري الخاص بالصغيرين متكدساً أشبه بأتوبيس الثانية ظهراً .. مزدحماً بالناس أكثر من حمام السباحة العمومي !!
بل نرى نفس المشرف الممل العصبي قد انتقل ليمارس نشاطه هناك !!
ووقف الباعة الجائلون يبيعون أشياء من نوعية (شطائر كالتي كان يأكلها كركر الأول) و (قمصان كركر الأول) !!
***
هل أدركت لماذا حكيت لك هذه القصة ؟ ماذا ؟ لم تدرك ؟ غريب كنت أظن الأمر واضحاً بشكل كاف !!
فأصل الحكاية يا سادة هو أن أحد الأصدقاء عاتبني على ابتعادي عن الكتابة في السياسة.. رغم أني كنت أصدعهم بأحاديث السياسة قبل الثورة بعامين على الأقل !!
وأن الابتعاد عن السياسة في ظل الأحداث الحالية يعد جريمة !!
و بإمكاني تفسير هذه الحالة ببساطة عن طريق قصة (بطوط) السابقة ..
فقبل الثورة كانت الكتابة في السياسة نوعاً من المحرمات .. وبعض المنتديات كانت تطردني شر طردة لأني أضع على صفحاتها مقالات سياسية .. فكنت أسبح فيها مستمتعاً بعيداً عن الزحام !!
أما بعد الثورة فقد أصبح أي حيوان ـ وآسف على اللفظ ـ يكتب في السياسة .. رغم أنه قبلها كان جاهلاً و ربما يحب إسرائيل أيضاً .. وكل ما يفهم فيه هو كرة القدم والأفلام العربية !!
بل و بمنتهى البجاحة يتعامل مع الجميع بنغمة التخوين على طريقة "كنت فين قبل الثورة؟"
وأصبحت الكتابة في السياسة الآن مثل مكان كوخ (كركر الأول) في القصة .. مزدحماً بالبشر الذكي منهم والأحمق .. ولم أعد أستطيع أن أعلو بصوتي فوق الغوغاء .. ولا حتى أن أستمتع بالكتابة السياسية كالماضي !!
فرأيي ضاع وسط آلاف أو ملايين الآراء .. قليل منها راجح محترم .. وغالبيتها عبيطة تنم عن جهل لا يطاق !!
فقررت أن أنأى بنفسي بعيداً عن هذه الفوضى .. حتى ينصلح حال البني أدمين .. أو أموت ..
أيهما أقرب !!!
حسام صادق

الخميس، 13 يونيو 2013

القلب .. ينبض من جديد الجزء الاول : عودة الصداقة

القلب .. ينبض من جديد
الجزء الثاني من رواية (الخداع)

الجزء الاول : عودة الصداقة

كانت ليالى جالسة وحدها فى الحديقة أمام الكلية حيث كانت تنتظر صديقاتها, كان وجهها فى غاية الحزن هذا الوجه الذى لم تتركه الابتسامة قط , ها هو الآن وجه عابس ومكتئب وحزين مما آثار الحزن فى نفس محمود الذى كان ماراً من بعيد و رآها جالسة شاردة هكذا, فأرسل لها بعض الأوراق مع طفل.
بينما كانت تفكر قطع صوت الطفل هذه الأفكار قائلاً "تفضلى".
فانتبهت قائلة باستغراب "ماهذا؟!"
الطفل:لا أدرى شخص ما طلب منى أن أعطيها لك ِ .    
أمسكت ليالى بالأوراق وسألت الطفل من يكون هذا الشخص , لكن الطفل تركها ورحل ركضاً .
فتحت ليالى الأوراق ووجدتها رسومات كرتونية مضحكة مكتوباً عليها مواقف كوميدية , أخذت تقرأها وآثار الابتسامة ترتسم على وجهها شيئاً فشيئاً واستغرقت فى القراءة وابتسامتها تتزايد إلى أن ضحكت ولكن بدون صوت وما إن رأى محمود لمعان أسنانها الناصعة البياض تنهد بارتياح وابتسم سعيداً .
وحينما أنهت ليالى القراءة هبت واقفة لتنظر حولها محاولة ً العثور على هذا الشخص فاختبأ محمود مسرعاً خلف الشجرة ونفسة مملوءة بالسعادة, فقطع الهاتف على ليالى محاولة بحثها عنه ومضت لمقابلة صديقاتها اللواتى لم تراهن منذ فترة ليست قصيرة ,حيث امتنعت عن الذهاب للكلية لأكثر من أسبوع وعندما قررت مقابلتهن انتظرتهن أمام الكلية .
* * * *

وبعد مرور حوالى أسبوعين جاءت ليالى الكلية بعد إصرار مايا ونادين وخاصة أن موعد الامتحانات يقترب دخلت الفتيات الثلاث معمل الكيمياء لحضور الدرس ..
كان المعمل فسيحاً والأدوات منتشرة على الطاولات , بدأ كل طالب بإجراء التجربة المطلوبة منه , أخذت ليالى زجاجة المحلول وسكبت منها فى أنبوبها ووضعتها على اللهب وانتظرت لتسخن وانتقلت بتفكيرها إلى مكان آخر حيث كان يقف مهاب بجانبها وهما يجريان تجربتهما معاً وكان ضحكهما يملأ المكان وتذكرت عندما رشقته بالمياه  وهما يغسلان أدواتهما بعد الانتهاء من التجربة ....
وفجأة  قطع الصراخ تفكيرها وعادت لأرض الواقع لتجد الحريق قد شب فى المكان ألقت بزجاجتها أرضاً صارخة وتحجرت  مكانها لا تدرى ماذا تفعل فاندلاع النيران يتزايد بقوة , وجدت المسافة بينها وبين زملائها كبيرة جداً حيث كانو مقتربين تماماً من الباب ويخرجون بسرعة واحداً تلو الآخر ركضت مسرعة إلى الباب ولكن منضدة مشتعلة تحتجز طريقها حاولت المرور  من جانب آخر ولكن هذا الطرق مقفل أيضاً بسبب النيران تراجعت لتخرج من الباب الخلفى ولكنه مغلق , هزت الباب بقوة كى يفتح وهى تصرخ لكنها لم تستطع فتحه أخذت تركض هنا وهناك ولا تدرى كيف يمكنها الخروج , تزايدت ألسنة اللهب وبدأت تشعر بالاختناق إلى أن أغمى عليها .....
الكل يقف فى البهو أمام المعمل , جاء محمود مسرعاً ليعرف ماذا حدث حيث أنه أنهى  تجربته وخرج قبل انتهاء الوقت المحدد وعندما عاد وجد نادين ومايا يصرخان سألهما بقلق  "هل أنتما بخير؟" .
أجابت مايا وهى تبكى " ليالى ..... ليالى بالداخل ..."
 صُعق محمود لقولها وسقطت كتبه على الأرض وعُقد لسانه , لكنه هرع إلى الباب الخلفى للمعمل ودفعه بقدمه فطرح الباب أرضاً حيث أن النيران أضعفت قوة الباب على المقاومة ,دخل مسرعاً ونظر حوله فى كل الاتجاهات صارخاً بأعلى صوته "ليالى .... أين أنت؟ " .
لم تجب , ثم تحرك قليلاً لينظر فى أركان المعمل بعناية وجد ليالى محجوزة بين منضدتين مشتعلتين هذا المنظر أثار فى نفسه الرعب والقلق عليها فصرخ باسمها وانطلق نحوها فدفع إحداهما بيديه دون أن يكترث للنيران وحمل ليالى بين ذراعيه وخرج مسرعاً وفى نفس الوقت كان رجال الإطفاء قد بدأوا بإطفاء المكان .
وضع محمود ليالى على الأريكة وسط زميلاتها اللواتى قلقن عليها للغاية وأخذه زملائه لسيارة الاسعاف التى كانت برفقة سيارة الإطفاء ليضمد جراح يده ولكنه لم يتحرك إلا بعد أن فتحت ليالى عينيها.
سألت نادين ليالى " هل أنت ِ بخير ؟ "
جلست ليالى معتدلة وأومأت برأسها ,ثم قالت الفتيات لليالى "حمداً لله على سلامتك " .
فشكرتهن ورحلن .
أصبحت ليالى وحدها مع نادين ومايا , نهضت مايا حيث كانت تجلس بجانب ليالى وقالت بغضب "هل رأيت ؟ لقد غامر بحياته لأجلك . هل أدركت الآن كم يحبك ؟ " .
نظرت نادين إليها بدهشة بينما نظرت ليالى فى الأرض خجلاً .
أضافت مايا "لقد أهنته ولكنه لم يكترث حتى لحياته عندما رأى أنك ِ فى خطر .... إنه حقاً يحبك " .
همست ليالى بصوت خافت "ظننت أنه يحبك وأنك تحبينه..... "
قاطعتها مايا بغضب "من أخبرك ِ بهذا ؟ هل أخبرتك أنا ؟هل محمود قال لك ِ هذا ؟ أبداً , لقد خدعتك ِظنونك الخاطئة وأنت صدقتها "
أطلقت زفيراً ثم أضافت "لقد ارتكبت ِ خطأ فادحاً ".
لم تنطق نادين بكلمة واحدة فقد كان تمثيل مايا مقنعاً للغاية,ولكنها لم تصدقها , فقد أخبرتها من قبل أنها عاشقة لمحمود فكيف لها أن تقول لليالى هذا الكلام الآن .
لازالت ليالى تستمع لمايا وهى تشعر بالخجل من نفسها ثم قالت " لا أجد ما أقوله "
هدأت مايا وجلست بجانب ليالى وأمسكت يدها قائلة " لاتقولى شيئا , فقط اذهبى واطمئنى عليه ".
ألقت ليالى بنظرة جانبية على مايا ثم أدارت وجهها ونظرت لنادين , فشدت على يد ليالى وأومأت .
مضت ليالى بهدوء ونظرت مايا فى إثرها .
قال نادين بصوت غاضب " تمثيل رائع ".
ألقت مايا بنظرة جانبية على نادين ثم نظرت إلى الأرض وقالت " هذا ما يجب أن يحدث".
نادين: ألم تخبرينى من قبل أنك تحبين محمود ؟
أجابت بصوت مخنوق : نعم .
نادين : إذاً لم كذبت على ليالى ؟
مايا : لقد قلت أن هذا ما يجب أن يحدث . لو علمت ليالى أنى أحب محمود لن تحبه أبداً وهذا سيحزن محمود كثيراً .
سألت نادين بإستغراب : أهذا كله لأجل محمود؟
مايا : يؤلمنى جداً أن أراه حزيناً , وكذلك لأجل ليالى فهذه الكذبة ستسعد كليهما.
نادين : وبهذه السهولة تضحين بحبك؟
مايا: أنا لست أنانية يا نادين .... لا يمكننى أن أبنى سعادتى على حطام الآخرين .
ثم اضافت "أرجوك لا تخبرى ليالى بشيء".
هزت نادين كتفيها باستياء و لوت شفتها. فنظرت مايا إليها وطلبت منها أن تعدها فوعدتها بذلك بعد إصرار مايا ..
* * * *

كان محمود جالساً وحده بعد أن تركه زملائه أيضاً بمفرده بعد أن اطمئنوا عليه , وقفت ليالى أمامه وسألت برقة وخجل :هل يدك بخير؟
هب محمود واقفاً بوجه مبتسم ونظر إلى عينيها القلقتين قائلاً : نعم بخير .
ثم سألها باهتمام وبنعومة : ماذا عنك ؟
اجابت بخجل :أنا بخير .
لم تستطع أن تنظر فى عينيه القويتين أكثر فنظرت بعيداً وقالت بصوت متقطع : لا أدرى ..ماذا يجب أن أقول ... هل أشكرك على معروفك........ أم أعتذر لك عن .......
قاطعها محمود قائلاً :وهل يوجد شكر أو اعتذار بين الأصدقاء؟
فنظرت إليه مبتسمة وقالت : أنت حقأ إنسان رائع .
فقال ببشاشة : أأفهم أنك ِ قبلت ِ صداقتى من جديد؟
ومد يده , فنظرت إلى يده الممدودة ومدت يدها أيضاً لتصافحه لأول مرة منذ أن تعرفت عليه .
* * * *

ذات يوم كانت ليالى جالسة وحدها على شاطئ البحر بينما كان يمر محمود بالصدفة من نفس المكان فاقترب وجلس بجانبها فاندهشت وصاحت بابتسامة تملأ وجهها : أنت هنا !! كيف ؟!
أجاب محمود وهو ينظر للبحر لقد كنت ماراً بالصدفة من هنا فأنا أيضاً أحب الجلوس أو السير على شاطئ البحر وحدى .
ثم رمقها بنظرة جانبية قائلا بخبث : مثلك ِ .
فأدارت وجهها ضاحكة ولكن دون صوت , كانت تمسك ورقة بيديها فسألها : ما هذه ؟
نظرت للورقة ثم قالت بصوت يغلب عليه الحزن : هذه آخر ما تبقى من علاقتى بمهاب .
قطب حاجبيه مستغرباً ثم قال : لم أفهم .
قالت : هذه القصيدة كتبها لى مهاب وأهدانى إياها بعيد ميلادى مع باقة زهور . وبعد أن تخلصت من كل شيء يذكرنى به لم يتبقي لى سوى تلك القصيدة ..
ساد الصمت قليلاً وكأن كل شئ توقف عن الحركة ماعدا صوت أمواج البحر المتلاطمة . وقالت بصوت منخفض : لكنها الآن لا تعنى لى شيئاً.
فسأل محمود بإستغراب :إذاً لم تحتفظين بها ؟
فقالت وهى تنظر إليها : لقد جلبتها معى لأمزقها هنا أمام صديقى .
فهم أنها تقصد البحر بكلامها لأنهما لم يتفقا على هذه المقابلة ولكن هذا لا يهمه . فالمهم أنها مزقتها مما يعنى أنها بذلك تنهى كل شيء وشعر وكأنها تمزق ذكريات مهاب من خيالها فشعر بسعادة عارمة وتنهد بإرتياح عندما انتهت من تمزيقها وتركتها للرياح لتحملها .

                                                                                                                  نهاية الجزء الأول

                                                                                                                       سمراء النيل